عشرة اعوام قبل استشهاد الإمام علي بن موسی الرضا عليه السلام، انطلق الخليفة العباسي هارون الرشيد من بغداد نحو خراسان لقمع تمرد رافع بن ليث في منطقة ماوراء النهر. لكن اصيب بالمرض في الطريق و نزل بالقرب من قرية سناباد في طوس في بستان لحميد بن قحطبة قائد جيوش بني العباس الذي تولی فيمابعد امارة خراسان. و البستان و العمارة التي فيها كان مقر حكومته و كان يقع بين سناباد و نوغان. و هلك هارون في هذا البستان و دفن فيه عام 193 للهجرة ثم لاحقا تم بناء بقعة علی قبر هارون. اما مأمون العباسي، قام بتسميم الإمام الرضا عليه السلام عام 203 للهجرة و دفنه بجوار والده هارون. و يقول البعض ان الإمام عليه السلام قتل في منطقة دستكردان (19 كم عن الحرم الرضوي) و انتقل جثمانه الطاهر إلی المكان الحالي. و تقول بعض الروايات ان مأمون كان يريد دفن الإمام تحت رجلي هارون لكن كما تنبيء الإمام في حياته، ارض القبر اصبحت صلبة لذلك اضطروا لدفن الإمام فوق رأس هارون و اصبح جثمان الخليفة العباسي تحت رجلي الإمام عليه السلام.
بعد 250 عاما قام سبكتكین الملك الغزنوي المتعصب بهدم مقام الإمام عليه السلام خشية من ان تتحول العتبة الرضوية إلی مركز لحضور الشيعة. اما ابنه السلطان محمود الغزنوي قام بإعادة البناء و توسعه قليلا. يقال ان اول منارة و قبة للمزار شيدا في هذا العهد.
في عاشوراء عام 510 للهجرة و خلال حكومة السلجوقيين حدث نزاع بين السنة و الشيعة في مشهد و طوس و تعرض الحرم إلی الهجوم و الهدم مرة أخری.
23 عام بعد ذلك و إثر غزو خراسان و مشهد من قبل طائفة الغُز و هي من طوائف الاتراك في آسيا الوسطی، تعرضت المدينة إلی هجوم دام لكن لم تلحق خسائر كثيرة بالحرم. هناك رواية تتحدث عن شفاء نجل السلطان سنجر السلجوقي (أو يقال ان الوزير) عندما جاء إلی مدينة طوس و ربما هذا الموضوع يفسر قضية الاهتمام بالحرم الرضوي في العهد السلجوقي. أما بعد السلجوقيين، استمر الاهتمام بالعتبة من قبل الخوارزمشاهيين. اما بعد سقوط هذه الأسرة علی يد الغزاة المغول، تعرضت مشهد إلی الخراب و القتل و الدمار. رغم ذلك لا يوجد نص يدل علی تعرض العتبة إلی الدمار الهائل بعد الغزو المغولي. بعد مئة عام من الاجتياح المغولي و بعد قبول الإسلام كعقيدة، قدموا هؤلاء الاهتمام بالعتبة الرضوية و من ضمن هؤلاء السلطان محمد خدابنده و هو من احفاد جنكيز خان، الذي اعتنق المذهب الشيعي و اهتم كثيرا بتطور العتبة الرضوية.
تطوير الضريح الرضوي بعد العصر المغولي و في عصر التيموريين و من خلال شاهرخ نجل تيمور لنك و زوجته "كوهرشاد آغا" بدأت نهضة عملاقة لتطوير العتبة الرضوية و تم بناء الكثير من المساجد و المدارس و الأروقة حول المزار. جامع كوهرشاد و رواق دارالسيادة و رواق دارالسلام و رواق دارالحفاظ و مدرستي بريزاد و دو در، كل هذه الأبنية تعد من تذكارات عهد كوهرشاد و زوجها شاهرخ.
في عام 907 للهجرة اخذت الأسرة الصفوية الشيعية زمام البلاد بيدها و هذا العصر كان العصر الذهبي للعتبة الرضوية المقدسة حيث قام الملوك و القيادات الصفوية بمنافسة البعض من أجل تطوير الحرم.
بعد الصفويين اتخذ نادرشاه افشار، مشهد عاصمة لحكومته و جهد بتطوير الحرم و ترك بعض المعالم الخاصة و الشهيرة. اما بعد نادر وصل الدور إلی القجريين ليقوموا بالأعمال الزخرفية في العتبة و تغطية الجدران بالمرايا لذلك قاموا بتخريب الكثير من الآثار القديمة من اجل تغطيتها بالمرايا !
في نهاية العهد القجري يعني عام 1330 للهجرة، دخل الجيش الروسي إلی حرم الإمام الرضا عليه السلام و قذف القبة بالمدفعية و احتل الأروقة و قام بقتل الناس. في عهد البهلوي الأول ايضا تم اضافة عدد من الأورقة و الأماكن. أما مجموع الإجراءات و الأبنية المضافة بعد الثورة و في عهد الجمهورية الإسلامية كانت تعادل كل الفترات الماضية.
المصدر : rayantrip.com
الترجمة و التعريب : رايان للخدمات السياحية
تم تسجيل طلبك بنجاح
شكرا على ذوقك الجيد في اختيار "رايان".
جهت پیگیری درخواست :
09124549330
con.nourhayat@gmail.com